في هذا الصباح .. ارتشفت من كوب قهوتي رشفه واحده .. هذه الرشفة كانت كفيله بأن تعيدني إلى الحياة الواقعية .. فانا منذ زمن قد غرقت في دوامة الخيال .. ونسجت لي عالما في هذا الدوامة .. ابتعدت كثيرا عن الواقع .. ولكن فنجان القهوة هذا قد أعادني أدراجي للواقع المرير الذي قد نسيت وجوده أو إن صح القول تناسيت وجوده
ها أنا ابدأ رحلتي على طريق الواقع أحس بقليل من الخوف ,, وبكثير من التردد .. أتقدم خطوه و ارجع خطوتان إلى الخلف .. وكأنني طفل صغير يخطوا أول خطواته إلى المدرسة فتجده يتجه إلى المدرسة و سرعان ما يرجع إلى الخلف ليتعلق بيد أمه ولكن ,, هناك شيء يدفعني للتقدم .. لربما كان الفضول .. أو حب المغامرة
في أول الطريق لفتت انتباهي امرأة لا .. لم تكن امرأة إنما هو حطام امرأة نعم حطام ..~ فهي بقايا جسد قد خلفه وراءه احد الذئاب البشرية .. ولكن الغريب أنها لازلت تبكي وتندب حظها على حبيب هجرها .. دون وداع دون أن يكلف لنفسه أن يبرر لها فعلته
وفي الجهة الأخرى رأيت بعض الأشخاص يمسكون بأقلام .. ولكن هذه الأقلام حائرة فهي تفكر بشي وتكتب شيء اخر .. فتراهم يتخلون عن مبادئهم ويبدؤون بكاتبة مايملى عليهم .. مع العلم أنهم ليسوا مقتنعين .. كم ارأف بحالهم ...........!!
تقدمت كم خطوه للأمام فرأيت مشهد قد أثلج قلبي .. أب يداعب ابنه الصغير .. فرجعت بذكرياتي إلى الماضي وتذكرت مداعبة والدي لي وكيف كان يحملني بين ذراعيه .. وقفت لبرهة وانأ انظر إليهما ثم ابتسمت وأكملت طريقي ..
وما إن تقدمت حتى صدمت بدموع حارقه على وجان بعض الأشخاص إنها تبدو كدماء تسيل من مقلهم على ماذا يبكون يا ترى ؟ ولكن الأكيد أنهم يتألمون بصمت لم أتحمل الموقف فمضيت في طريقي
في وسط طريقي الطويل نظرت إلى قلوب معلقه .. قد آثرت البقاء في نفس المكان بانتظار أشخاص قد نسوا وجودهم وأكملوا حياتهم .. وهم لازالوا ينتظرون .. بزوغ فجر أحبتهم من جديد ... أيعقل أن هناك وفاء مثل وفاء هذه القلوب .. ؟!
ركضت وركضت .. وركض أريد نسيان هذه المناظر التي رايتها فتوقفت للدقائق كي التقت أنفاسي فرأيت طفله بريئة تنهب براءتها منها .. والغريب في ذلك أن براءتها تحطمت على يد اقرب الأشخاص إليها .. فهاهي متسمرة في مكانها .. تمسك لعبتها الممزق .. ولا أرى في أعينها سوى نظره جامدة لم افهم معناها
مشيت بعض خطوات .. وتراءت لي غيمه سوداء من الدخان .. وتحتها جموع من الشباب .. قد قادهم شتات أنفسهم لطريق الضياع .. فتجدهم ينغمسون في شتى أنواع المحارم والممنوعات .. يالله ما الذي أراه .. لقد اكتفيت من هذا العالم الكئيب..
انتهت أخر رشفه من فنجان قهوتي وأخذت بالعودة أدراجي شيئا فشيئا إلى عالم خيالاتي .. لكن اعذروني الآن فانا لاارى لا اسمع لا اتكلم لانيي باختصار " خارج نطاق خدمة الواقع "